اطمئنوا.. فقد أسقطت حكومة الكفاءات الوطنية مخطط عودة 'الفشلة' ومن أفلسوا البلاد والعباد
حجم الخط
رأي- اليوم.. وبعد أن أعلن رئيس الحكومة المكلف تكوينه حكومة كفاءات وطنية بعيدة عن المحاصصة الحزبية .. يستطيع التونسي النوم مرتاح البال ومتأكدا أن شبح عودة الفشلة ممن أفلسوا البلاد والعباد قد ولى وأصبح من الماضي.
نعم.. لقد تشجع الحبيب الجملي وقطع الطريق أمام من خسر الإنتخابات الرئاسية وتذيل القائمة وحل بالمرتبة الرابعة وخسر الإنتخابات التشريعية ولم يحز سوى بضعة مقاعد .. وهنا نقصد دون أدنى شك، بطل العالم في تحطيم المقدرة الشرائية يوسف الشاهد، وكانت تلك النكسات الإنتخابية عقابا من التوانسة على السنوات العجاف التي حلت بنا خلال فترة حكمه، سنوات دخلت فيها تونس أخطر مرحلة إقتصادية في تاريخها وتضاعفت أسعار المواد إستهلاكية بـ3 وأربع مرات وغرقت كل المؤشرات في اللون الأحمر..
ناهيك عن الصبيانية السياسية والدكتاتورية المضحكة كحبس الخصوم وإعتماد سياسة الملفات لتهديد رجال الأعمال والفضائح المالية والسياسية .. والخيانات والقفز بين الأحضان.
فقد أفادت معطيات توفرت لنا أن '' الغضب المبالغ فيه '' ، لعدد من قيادات تحيا تونس ، التيار الديمقراطي وحركة الشعب تجاه اعلان رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي قراره الاعتماد على حكومة كفاءات وطنية غير متحزبة ، مرده أن رؤساء الأحزاب الثلاثة وضعوا سيناريو محدد في مشاوراتهم مع الجملي يعتمد سياسة ''ربح الوقت '' ووضع الجملي أمام '' الأمر الواقع'' حيث أنهم وضعوا فرضية الموافقة على الانضمام الى حكومته ثم الانسحاب ، ثم اعادة الحوار والتشاور والانسحاب مجددا الى حين اعلان الموافقة مع وشوك انتهاء الآجال الدستورية .
وعند عرضه لحكومته ، على جلسة التصويت عليها أمام مجلس نواب الشعب يتم اسقاطها بتحريض ''عدد محدد'' من نواب الكتلتين على عدم التصويت لتلك الحكومة والتظاهر والايهام بأن أولئك الرافضون لم ينصاعوا لتعليمات قيادة الأحزاب الثلاثة ليتم المرور بسبب انتهاء الآجال الى خيار '' حكومة الرئيس'' .
وتقتضي هذه الفرضية التي وضعها رؤساء الاحزاب الثلاثة أن يعطي قيس سعيد ''الضوء الأخضر'' ليوسف الشاهد لتشكيل الحكومة المقبلة إلا أن هذه الفرضية سقطت في الماء بعد خروج الجملي إلى الرأي العام بالخطة البديلة باعلان حكومة كفاءات وطنية قبل انتهاء الآجال الدستورية.