«إغتصاب أطفال وقتل وتنكيل بالجثث».. حكايات مكتوبة بالدم السوري ومترزة برصاص العدوان التركي
حجم الخط
منذ أكتوبر الماضي وتحديدا عند بداية العدوان التركي على شمال وشرق سوريا، ويعيش أهالي الشمال السوري بين مطرقة الجيش التركي وسندان الفصائل الإرهابية المسلحة المدعومة من أنقرة، حيث تفاقمت الأوضاع سوءا في المناطق السورية التي خضعت قبل العدوان لسيطرة إدارة الحكم الذاتي في شمال وشرق سوريا، حيث أصبحت عمليات السلب والنهب والاعتقال والانفلات الأمني شبه يومية، إضافة إلى محاولات التغيير الديموغرافي وإعادة صياغة المنطقة بشكل يتماشى مع مصالح الدولة التركية.
ولم تتوان الفصائل الموالية لأنقرة، منذ هذا الاجتياح، عن اتخاذ كافة السبل والإجراءات لتحقيق مصالحها على حساب المواطنين السوريين الذين يتعرضون لعمليات ابتزاز وسلب ونهب على نطاق واسع، ولم يتوقف الوضع عند حد ابتزاز الأهالي، بل أنها وصلت إلى حد ترحيل عائلات الإرهابيين في تركيا وإعادة توطينهم في مدينة عفرين.
وتقول رانيا جعفر، المديرة بمنظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة بشمال وشرق سوريا، إن العدوان التركي لا يفرق بين الأطفال والنساء، حيث استهدف حافلة لدعم الشعب في شمال سوريا وتحديدا في تل أبيض، واغتال صديقتها هفرين خلف رئيسة حزب المستقبل.
وبحسب إحصاءات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن عدد النازحين تجاوز 300 ألف مدني نزحوا من مدنهم وقراهم، حيث تواصلت حركة نزوح المدنيين من مناطقهم في تل أبيض ورأس العين والدرباسية وعين العرب وعين عيسى ومناطق أخرى شرق الفرات عند الشريط الحدودي مع تركيا.
وأضافت الحقوقية الكردية، لـ"الوطن": "الجيش التركي يمارس أقذر حالات الخطف والسرقة والنهب في المناطق التي وصل إليها، كما أنه لم يكتف بالإعدامات الميدانية فحسب بل قام هذا المحتل ومرتزقته بمجزرة جماعية لمدنيين متوجهين إلى مدينة سري كانيه، وراح ضحيتها مدنيين، بينهم إعلاميين وأعضاء من المنظمات الإنسانية والطبية".
ويعيش النازحون وسط أوضاع إنسانية صعبة في هذه المنطقة مع تصاعد كبير في أعدادهم، بالإضافة إلى انقطاع المياه عن مدينة الحسكة، وخروج محطات الكهرباء عن الخدمة بسبب القصف والاشتباكات.
وارتفع عدد القتلى السوريين برصاص الجنود الأتراك إلى 445 شخصا، بينهم 83 طفلا دون سن 18 عاما، و 56 امرأة، وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 416 مواطنا، وهم من الذين يحاولون اجتياز الحدود هربا من الحرب المندلعة في سوريا منذ 8 سنوات، أو من سكان القرى والبلدات السورية الحدودية أو المزارعين وأصحاب الأراضي المتاخمة للحدود، حيث يتم استهدافهم من قبل الجندرمة بالرصاص الحي.
وتابعت: " استخدم الجيش التركي الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين في شمال وشرق سوريا، ودمر الممتلكات العامة والخاصة مثل مراكز ضخ المياه والأفران، واستهدف مستشفى عفرين المدني، وسلب جنوده المتاجر وسرقوا المنازل".
وأضافت: "يقوم الجيش التركي والفصائل الإرهابية الموالية بعملية تغيير ديموجرافي، وذلك بمنع المهجرين قسريا بالعودة إلى منازلهم، واستقدام آلاف العائلات من الغوطة الشرقية والقلمون ومن مخيمات إعزاز وإدلب وغيرها وتوطينهم في مدن وأرياف عفرين، حيث تم استقدام المئات من عوائل المسلحين من إعزاز وتسكينهم في الوحدات السكنية في قلب مدينة عفرين".
وقالت إن العدوان التركي على المنطقة أدى إلى جرائم وحشية بحق المدنيين العزل حيث قام الجيش التركي وفصائل مرتزقة تابعة له بقتل المدنيين وإعدامهم ميدانيا.
وقد تم توثيق استشهاد 154طفلا، وإصابة 187 في العدوان التركي على مدينة عفرين في 20 يناير 2018، وخلال الحملة العسكرية بشرق الفرات في 9 أكتوبر 2019 حتى نوفمبر 2019.
من ناحيته، قال رامان أوسو، المسعف بالهلال الأحمر الكردي، "في الثالث عشر من أكتوبر السابق، توجهت إلى سري كانيه لمساعدة الجرحى الذين كانوا يتوافدون بشكل هائل إلى المشفى بسبب القصف الجوي والبري على المدينة، حيث أعمل في الهلال الأحمر الكردي كفني تخدير وإنعاش ومسعف حروب".
وأضاف لـ"الوطن": "الوصول إلى الجرحى المدنيين كان مستحيلا، بسبب انتشار القناصة الأتراك أعلى المباني، والذين بدورهم يستهدفون أي شيء يتحرك. ويقول رامان "سمعت من أصدقائي أن ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة خرجوا من منزلهم لجلب بعض الطعام من محلاتهم لكنهم قتلوا بطلقات القناصة، وظلت جثثهم بالشوارع دون أن يستطيع أحد الوصول إليها.
وتابع قائلا:" لا أعلم كيف أصف ذلك الشعور، عندما كنا داخل المشفى، ونسمع أصوات القذائف تخرق جدران المشفى، لم يكن الجرحى المتواجدون لدينا عسكريون فقط، كان هناك مدنيون وشباب وشابات من أهالي سري كانيه".
من جانبها، قالت نورا خليل، الناشطة المدنية الكردية، "لن ننسى استهداف الجيش التركي للسجون التي يقبع داخلها الدواعش والتي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية وهذه كانت خطوة خطيرة من جانبه لإطلاق سراحهم، فالعدوان التركي في شمال وشرق سوريا اتبع كافة أشكال العنف على المدنيين الأبرياء بداية من الحرب الغير متكافئة، حيث استخدم الطيران والمدفعية والدبابات وكل التكنولوجيا أمام الأسلحة الفردية وتم اتباع سياسة الأرض المحروقة من خلال التهديد والوعيد بسحق الرؤوس وقطع الأعناق والدفن في الخنادق والإعدامات الميدانية".
وواصلت حديثها قائلة: "تم التهجير القسري من سري كانية وقبلها كانت عفرين ويتم سلب الممتلكات الخاصة بطريقة لا إنسانية ولا أخلاقية وبعيدة كل البعد عن المعايير الإنسانية والقوانين الدولية في معاملة الأسرى، وأقدم الجيش التركي والفصائل الإرهابية المسلحة المدعومة من أنقرة على تنفيذ أبشع انتهاك لحقوق الإنسان وهو التمثيل بجثث الأسرى والمقاتلات الكرد، وكذلك تم استهداف قرية "جين وار" في منطقة درباسية هذه القرية التي كانت الملاذ الأمن لعشرات من النساء وأطفالهن منذ عام 2018".
واختتمت نورا قائلة:" قامت الفصائل الإرهابية الموالية لتركيا بالتمثيل بجثمان المقاتلة في صفوف وحـدات حماية المرأة عزيزة جلال، قرب قرية جلبية بريف كوباني، من قبل مسلحي الميليشيات الموالية له، أثناء هجوم للجيش التركي ومرتزقته على القرية، رغم استمرار وقف إطلاق النار.
كما تم التمثيل بجثامين بعض عناصر "قسد"، من قبل عناصر ميليشيا "فيلق المجد"، يظهر ذلك في مقطع فيديو منشور، وهم يصيحون بكلمات نابية ويدوسون بأرجلهم على جثمان امرأة".