رأي/ أخطر الوثائق التاريخية.. مخطط 'لويس' لتفتيت العرب: التمويل خليجي.. التنفيذ تركي والتخطيط صهيوني
حجم الخط
رأي وتحاليل: ما صنعته أمريكا بالعراق وأفغانستان مطلع الألفية، وما تحاول صنعه ببقية الدول العربية والإسلامية اليوم، وما تصنعه إسرائيل بفلسطين ليست أمورًا مفاجئة، وما حدث ويحدث، مؤخرًا، في مصر والسودان والجزائر وليبيا واليمن وسوريا وعدة دول عربية له دوافع وأسباب. والحقيقة الكبرى أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية؛ لتفتيت العالم الإسلامي، وتجزئته وتحويله إلى كانتونات صغيرة ليكون الكيان الصهيوني المسيطر والمهيمن، وذلك منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948م.
مشروعه لتقسيم الدول العربية والإسلامية
اعتمدت الولايات المتحدة وثيقة لويس التاريخية لسياستها المستقبلية، وذلك كما يلي:
1- في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي "بريجنسكي" بقوله: "إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود "سايكس- بيكو".
2- عقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك "برنارد لويس" بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلا على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. إلخ، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح "بريجنسكي" مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس "جيمي كارتر" الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو بحيث يكون هذا التصحيح متسقًا مع الصالح الصهيوأمريكي.
3- في عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور "برنارد لويس"، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة.