نبيل القروي يستعيد المبادرة السياسية !
حجم الخط
لم يكن نبيل القروي ينتظر اليوم أفضل من أن تقطع كلمة رئيس الجمهورية قيس سعيد استضافته من قبل مريم بلقاضي في برنامج “تونس اليوم ” على قناة “الحوار التونسي “، ذلك أنه قد سمح للمواطنين بالقيام و لو بتقييم سريع لأداء رجلين سبق أن تنافسا في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.
تقييم يبرز أن قيس سعيد لم يغادر موقع المترشح و ظل تحريضيا في رؤيته للأشياء في حين أبدى نبيل القروي قدرة أكبر على البروز كمعارض ترك خلفه محطة الانتخابات الرئاسية و إن كان قد استغل المناسبة ليشير إلى أن الزج به في السجن بخلفية سياسية هو الذي غير نتيجة الانتخابات الرئاسية.
و لا شك أن ظهور نبيل القروي إعلاميا غالبا ما يثير الانتباه لأن الرجل مثير دائما للجدل و ذلك نظرا للدور السياسي و الاعلامي الذي يضطلع به و لأنه لا يبحث في الغالب علي أنصاف الحلول و “ينتعش من المواجهات”.
لم يشذ نبيل القروي عن عادته الليلة و إن كان قد جعل من الكورونا عدوه الأول و هو إختيار منطقي نظرا لأن تونس ” تواجه حربا حقيقية “.
كما أظهر رئيس حزب “قلب تونس ” أنه ملم بتداعيات و انعكاسات الكورونا الاجتماعية و بأنه لا يزايد على الحكومة إذ أشار الى أنها قد حققت نجاحات و أن المعركة ليست سهلة خاصة و أنه لا توجد تجارب ناجحة يمكن الاستلهام منها.
ركز نبيل القروي على ضرورة حماية الطاقم الطبي و على حيوية التفكير استراتيجيا في مستقبل التعامل مع الأوبئة لأن الإنسانية قد دخلت عصر الحروب البيولوجية و هو ما يدعو إلى الانفتاح على الذكاء الاصطناعي و إلى وضع مجلس أعلى للصحة يوسع من مجال العمل في مواجهة الأمراض.
و إذا كان قيس سعيد قد اختار “التهجم” على رجال الأعمال فإن نبيل القروي أشار إلى إيجابية دورهم داعيا إلى عدم وصمهم و تهديدهم في املاكهم لأن ذلك ينعكس سلبا على الإقتصاد و المجتمع.
وبالمناسبة، اشار نبيل القروي إلى أن جمعية “خليل تونس ” ستنخرط بشكل أكبر في المد التضامني الذي تستدعيه مواجهة الكورونا .
اما في المستوى السياسي فقد ظهر نبيل القروي واثقا من أن حزبه سيحافظ على دوره كحزب معارض يتعامل بما اعتبره “براغماتية” مع الاحداث و أشار إلى أنه ليس حليفا لحركة النهضة لأنها في الحكم و شدد على أنه من الضروري تمكين الحكومة من تفويض لإصدار المراسيم على أن يكون مجال التفويض محددا بوضوح و أن لا يتجاوز شهرا في مدة نفاذه و أن يبقى لمجلس نواب الشعب سلطة رقابة و تقييم دوره…
يمكن القول أن “الصدفة” قد سمحت لنبيل القروي بأن يخوض -و لو عن بعد و بشكل عرضي- مناظرة تلفزية مع قيس سعيد و أنه قد حقق فيها ما لم يحققه في المناظرة التي سبقت في الحملة الانتخابية الرئاسية.
كان اليوم، في حوار مريم بالقاضي، نبيل القروي موفقا من حيث المضمون و طريقة الظهور، وبرز أكثر ثباتا و ثقة في النفس و أكثر اندفاعا إلى الحد الذي قد يجعله يثير بعض الحساسية النسوية حين استعمل عبارة “برجولية ” ذات الحمولة الذكورية.
و لكن ما هو مؤكد أن نبيل القروي قد استعاد اليوم الكثير من اوراق المبادرة التي ننتظر كيف سيستعملها مستقبلا.