قيس سعيد.. ما بين جمال الخطابات وقبح الممارسات.. ضاعت تونس من أجل "عضمة"

رأي وتحاليل - جدل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي منذ تداول فيديو من منطقة العبابسة التابعة لولاية القيروان ظهر فيه رئيس الجمهورية قيس سعيد وسط  صخب وتدافع جمع كبير من المواطنين حاملا ” كردونة” وعلى فمة كمامة محاظا بعدد من الامنيين كانوا ، حسب ما يُفهم من الفيديو، ↔ في رحلة بحث عن مواطن سلم الرئيس سعيد بيضة، يفهم ايضا من الفيديو انه يدعى “كريم رويحة” .

جدل رافقه استغراب من كيفية خرق اجراءات اقرتها الحكومة وصدرت عن مجلس الامن القومي لمواجهة تفشي فيروس كورونا ، وعن مشروعية تواصل مطالبة التونسيين بعد خرق حظر الجولان والحجر الصحي العام وفلسفة التباعد الاجتماعي من قبل رئيس مجلس الامن القومي والذي من المفارقات سيجتمع اليوم للنظر في الاجراءات الجديدة لمواجعة كورونا ، منها التمديد في الحجر الصحي العام.

وقبل التوجه للعبابسة  من معتمدية العلا ، التي كانت محطة ضمن زيارة سعيد غير المعلنة الى ولاية القيروان وتحديدا لوحدة صناعية للكمامات بالجهة تم تسخيرها للمؤسستين الامنية والعسكرية ،كان لسعيد لقاءات بعدد من المختصين في الطب بل من كبار الاطباء العسكريين ومع مدير معهد باستور ورئيسة قسم بمستشفى الرابطة قدموا له بسطة حول الوضع الوبائي قي البلاد.

وخلال الايام القليلة الماضية ، حاول وزير الصحة تمالك نفسه عن البكاء وهو يحث التونسيين على احترام الاجراءات محذرا من اداعيات عدم التزام فئة مثلما نعتها بالاجراءات المعلنة ، صرخة المكي سبقتها صرخات من قبل اكثر من مسؤول صحي تضمنت تنبيها من خطورة التهاون والاستهتار وتذكيرا بسيناريوهات عرفتها دول اخرى منها حتى العظيمة وعدد الارواح التي تسقط كل يوم بسبب تفشي كورونا .

ولا يعرف كيف سيبرر الرئيس قيس سعيد ما حدث يوم امس ، وهل سيتحمل مسؤولية أية تداعيات لذلك التجمع على صحة المواطنين او مرافقيه من الامن الرئاسي ، وكيف  يخرق أول مسؤول في الدولة كل قواعد الصحة التي كان هو شخصيا احد مقرريها والداعين الى وجوب احترامها ، ومتى سيتحرك من حوله لتنبيهه من خطورة التصرف بـ “شعوبية” التي قد تتسبب اليوم حتى في سقوط ارواح لا قدر الله في صورة كان احد الحاضرين في واقعة العبابسة حاملا لفيروس كورونا .