ردا على قيس سعيد: هل من الممكن أيضا سحب الوكالة من رئيس الجمهورية ؟
حجم الخط
رأي وتحاليل - كالعادة و"الله لا تقطعلنا عادة" في هذا الشهر المعظم.. أطل علينا صاحبة السعادة فخامة رئيس الجمهورية قيس سعيد، بخطابه المألوف، يحرم ويحلل في فصول الدستور ويبيح لنفسه ما يشاء ويمنع على خصومه ما يتعارض مع "رغبته المتوحشة" في المواصلة في هذه المهزلة.
ولكن إن كان هناك شئ سيذكره التاريخ لقيس سعيد، فهو أنه أول رئيس بالعالم يطالب بحل البرلمان.. وإسقاط مؤسسات الجمهورية، فقد قالنها علنا:
الشعب قادر أن يسحب الوَكالة مِمن خان الأمانة
أي أن رئيس الجمهورية اليوم يعلن علنا مساندته للأصوات المطالبة بإسقاط مؤسسات الدولة لتكون الفوضى سيدة الموقف.. نعم رئيس الجمهورية يساند علنا دعوات تخريب الجمهورية التي باشرة وزارة الداخلية بحثا فيها لما تضمنته من شعارات دموية ومطالبات بإسقاط الدولة ..
وأكثر من ذلك فقد تم الكشف عن خلية إرهابية تنشط عبر الفايسبوك ومبايعة لتنظيم داعش وتنشر رسائل تحرض على مؤسسات الدولة لتستبدل لعد إنهيار الجمهورية علم تونس بعلم الخلافة ... ↔
ماذا تفعل يا رئيس ؟ ماذا تفعل ؟ لقد تجاوزت بصبيانيتك كل الخطوط الحمر وأصبح سلوكك مخربا للدولة التي تترأسها ! يا أستاذ القانون الدستوري (أمر مشكوك فيه بتصرفاتك هذه).. البرلمان الذي نختلف على تقييم أدائه أو نتفق.. يبقى الضامن الوحيد لأمننا وإستمرارية دولتنا المدنية.. والجميع يتذكر لحظة وفاة الرئيس الراحل الباجي قائدالسبسي كيف ساد الخوف من المجهول في قلوب الجميع ثم أطل علينا رئيس البرلمان محمد الناصر ليعلن إستمرارية الدولة ونظم إنتخابات رئاسية في 40 يوما ورحل رئيس الجمهورية وبقيت الجمهورية في عيدها.. وكذلك نتذكر يوم 14 جانفي حين سادت الفوضى وكان الكل يتصارع مع الكل وجاءنا بيان المجلس الدستوري يوم 15 جانفي 2011 الذي أعلن فيه عن إستمرارية الدولة وتولي رئيس البرلمان آن ذاك فؤاد المبزع مقاليد السلطة وسلم الأمانة في اليوم الموعود..
وماذا فعلت أنت منذ إنتخابك ؟ هل تحاول اليوم التملص من المسؤولية والإفلات ؟ ألم تعين أكبر الخاسرين في الإنتخابات رئيسا للحكومة ؟ فعن أي إرادة شعب تتحدث ؟ هل إرادة الشعب في قاموسك تتمثل في تعيين إلياس الفخفاخ صاحب التاريخ الطويل والعريض والحافل بالأصفار في جميع المحطات الإنتخابية ؟
ولكن السؤال الأهم.. هل من الممكن أيضا سحب الوكالة من رئيس الجمهورية ؟ ولكن.. الشئ من مأتاه لا يستغرب.. فهذا هو نفس الرئيس الذي دعا لدعمه رضا بالحاج الأمين العام لحزب التحرير.. وقال في أحد خطاباته، "أحنا نتكتكو ونحسبو ونخدمو للمستقبل" .. وهو نفس الرئيس الذي قال أن تصنيف أنصار الشريعة كتنظيم إرهابي هو قرار سياسي وغير قانوني .. وهو نفس الرئيس الذي إستقبل عائلات الدواعش في قرطاج !