يجري وحدو ويجي الثاني: الدولة تحتكر صناعة وبيع "الدخان" و"المعسل".. دون منافس ومع ذلك تخسر سنويا 136 مليار !

رأي وتحاليل - إقتصاد: الوكالة الوطنية للتبغ والوقيد.. كثرت في الآونة الأخيرة الحديث عن فساد هذه الشركة، فقد تفاجأ التونسييون بتوزيع الشركة لهدايا بقيمة 22 مليار سنويا وتسجيل خسائر تتجاوز الـ136 كل عام رغم أنها تحتكر صناعة وتوريد وتوزيع التبغ.. 

ولكن عند الحديث عن خوصصة هذه المؤسسات الخاسرة والمكبلة للإقتصاد الوطني منذ سنين والتي تكلف كل تونسي 2 دينار يوميا، تتعالى أصوات العادة المنددة ببيع تونس للأجانب ومصتلحات فاتها الزمان والمكان وأصبح لدى التونسي قناعة راسخة أنها لا تخدم سوى بعض النقابيين والمحتكرين والمهربيين الذين يسعون لمواصلة الهيمنة على مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية أو ما يعرف بالسيستام والذين يتقاسمون كعكة التعيينات منذ الثورة ولذلك السبب أوقفو برنامج بن علي لخوصصة جزء من هذه القطاعات لرءوس أموال وطنيين عن طريق سوق الأوراق المالية لضمان الشفافية وهذه المؤسسات عموما لا تمثل أي بعد إستراتيجي.

فعلى سبيل المثال، شركة إتصالات تونس، كانت لسنوات تحتكر قطاع الإتصالات في تونس ورغم ذلك كانت تحقق خسائر سنوية هامة ولا تتجاوز قدرتها التشغيلية الـ2.000 ومنذ أن قررت حكومة محمد الغنوشي في مطلع الألفينات التفويت في 40% من رأس مال الشركة لمستثمرين بسوق الأوراق المالية بتونس حتى أن تحولة TUNISIE TELECOM إلي شركة رابحة 100% وأصبحت تحقق أرباح وأرقام فلكية صنفة الأعلى خلال سنوات في البورصة.. وأصبحت تشغل 14.000 تونسي بدلا عن 2.000 مع حفاض الدولة على نصيب الأسد من الأسهم (60 بالمأة) وجميع حقوقها كأكبر مستثمر، وأصبحت إتصالات تونس من أحسن المشغلين في السوق رغم المنافسة الشرسة !

فمتى سنتحلى بالشجاعة الكافية لنعلن أن البلاد تسير بخطى ثابة نحو الإنهيار الإقتصادي طالما لم يتم حل مشكلة الـtunisair وtunisie autoroute حلا جذريا بدلا عن تطعيم الشركة كل 3 أشهر بـ100 مليار؟