رأي - شاهدنا في العديد من الجلسات العامة لمجلس نواب الشعب، خاصة الأخيرة منها انتقادات واسعة لراشد الغنوشي من قبل عدد من النوّاب بعضهم متحالف معه في الحكومة مثل النائب سامية عبو (التيار الديمقراطي) و النائب زهير المغزاوي (حركة الشعب) بالإضافة إلى عدد اخر من النواب مثل المنجي الرحوي.
انتقادات طالت الغنوشي بسبب هيمنته على مكتب المجلس من خلال تحالفه مع كتلتي قلب تونس و إئتلاف الكرامة وتجاوزه لكل القوانين المنظمة للحياة البرلمانية خاصة النظام الداخلي لمجلس النواب الشعب إضافة لاعطائه صلاحيات غير قانونية لرئيس ديوانه الحبيب خذر و تحويله لحاكم فعلي للمجلس.
هذه الانتقادات و ان كانت في محلها الا انها لم تتجاوز الكلام والنقد الشفوي بدون تحرّك على الميدان مثلما تفعل كتلة الحزب الدستوري الحر حاليا، فحتى عريضة سحب الثقة من الغنوشي لم يتجرّأ هؤلاء النواب على التوقيع عليها لأسباب غير معروفة إلى حد الآن.
تصرّف مثل هذا لا يعني إلا شيء وحيدا وهو النفاق السياسي! فكيف تهاجم شخص بصفة يوميا و تتهمه بتجاوز القانون و محاولة السيطرة على البرلمان لكن بدون اي فعل حقيقي لصده! الكلام وحده لا يكفي.. فإما ان تتحركوا و تسحبوا منه الثقة او اريحونا من صداع الرّأس.