مسلسل تكسير العضام في أسخن فصوله: إحتدام الخلاف بين شقيق الرئيس ومديرة ديوانه نادية عكاشة

رأي وتحليل - قصر قرطاج.. رمز السيادة والقصر المغري الذي ومنذ تأسيسه كان حلبة مصارعة ولم يخلو ولو ليوم واحد من الدسائس والمؤامرات التي ادور كلها حول شخص الرئيس ومن يهيمن عليه ومن يحكم تونس !

فمنذ عهد الرئيس المؤسس الحبيب بورقيبة، كان يشهد القصر صراعات بين المحيطين به لطالما تنتهي بكوارث، فمن وسيلة بورقيبة إلى سعيدة ساسي ثم بن علي فالمنصف بن علي مرورا بعبد العزيز بن ضياء رحمة الله إلى ليلى طرابلسي ... ↔ ثم عدنان منصر وسليم بن حميدان فترة حكم المرزوقي لتأتي حقبة الباجي قائد السبسي رحمه الله حاملة "كريم بطيخة" وحافظ قائد السبسي وسليم العزابي.. ولكن فترة قيس سعيد لم تخلو بدورها عن هذه الحروب الدامية سياسية والمكلفة إقتصاديا، لأنها أثرت وبطريقة مباشرة على سير مؤسسات الدولة والحكومة في فترة إقتصادية أكثر من حرجة، فصراعات "السعديات" بدأت بإستقالة أو إقالة عبد الرؤوف بالطبيب ثم بإستقالة الجنرال الحامدي مستشار الأمن القومي ثم ببروز نجم شقيق رئيس الجمهورية نوفل السعيد الذي تحول إلى ناطق غير رسمي بإسم رئاسة الجمهورية وأصبح يفتي في الشأن العام ويحلل التحالفات ويحرم الإستفافات... لضهر في المشهد، نادية عكاشة مديرة الديوان والتي تطغى صورتها على صورة الرئيس قيس سعيد في أنشطة رئاسة الجمهورية والتي وحسب ما أكده بعض السياسيين في الكواليس تقف وراء توتر العلاقات بين سعيد والغنوشي وحاولت فرض وزائها في حكومة المشيشي.

فالصعود للهاوية وفي رقم قياسي لعكاشة، تسبب في إشعال فتيل الحرب بينها وبين "عماد الطرابلسي".. عذرا "نوفل سعيد ودخلت أروقت القصر في صراع مفتوح بين نفوذ العائلة ونفوذ عكاشة حيث لم يحسم الرئيس بعد موقفه ومن الطبيعي أن يكون الحسم لصالح شقيقه ومن دون شعبوية، وهذا ما تؤكده كل التجارب عبر التاريخ وما أكده نيكولو ميشيافلي في كتابه الشهير.. الأمير !

ملاحضة لساكني قرطاج: هذا مقال رأي وتحاليل سياسية دون التجريح في أي كان، وهو مجرد ممارسة لحقوقنا الدستورية المكفولة بالدستور وفي إطار مجلت الإتصالات فلاداعي للتهديد والهرسلة كما حصل المرة الفارطة !