في ضل الشعبوية و"العرك والمعروك": أسامة محمد في صعود ومزيج من الخبرة الدولية والعقلانية أخيرا يفتك الشاشة!
حجم الخط
بعيدا عن خطاب الشعبوية والتشنج يبرز نجم المحلل السياسي المستقل أسامة محمد في الآونة الأخيرة على القنوات التلفزية بخطاب جديد يتسم بالموضوعية والعقلانية في تشخيص الأمور بعيدا عن "هالزان والنفضان" وسياسة "حير إسمك" التي عشناها على مدى السنين الأخيرة من مسار الانتقال الديمقراطي الذي تأثر بخطابات التحريض كيل التهم وخطابات الحملات الإنتخابية.
أسامة محمد الذي استقال من وزارة الصحة سنة 2013 تحت إكراه "زنقة زنقة" وتخميرة الثورة... وعاد إليها مستشارا لدى الوزيرة سميرة مرعي سنة 2016 لتتم إقالته بعد ذلك ويلتحق بعد أسبوع بإحدى الشركات العالمية بسويسرا قبل أن يعود مؤخرا في خطة مدير بالشركة التونسية لصناعة الإطارات المطاطية.
خطاب أسامة محمد إتسم في مجمله بالدفاع عن نظرية حكومة كفاءات مستقلة في ظل عدم الاستقرار السياسي والتجاذبات التي عاشتها البلاد، فكان أول من دافع على هذا التمشي منذ تكليف هشام المشيشي بتشكيل الحكومة، رؤيته و مقاربته كانت عقلانية إعتمدت على التشخيص السليم حتى أنه في عديد المنابر التلفزية كان مقنعا لحد أن كثيرا ممن قابله من الضيوف على هاته المنابر ممن يرفضون فكرة حكومة الكفاءات الوطنية المستقلة تتغير رؤياهم بمجرد الطرح السلس و العقلاني و خاصة الخطاب الهادئ لأسامة محمد فيقبلون الفكرة في نهاية المنابر. هدوء أسامة محمد و قوة حضوره لم يحجب عن المشاهد دفاعه المستميت على رئيس الحكومة هشام المشيشي، ما عرضه لإنتقاد البعض و خاصة منهم الرافضون لحكومة مستقلة، لكن تبقى أصواتهم خافتة لقوة المحاججة التي يتمتع بها مستندا لما أقرته حكومة المشيشي من إجراءات و قرارات و حلحلة بعض الإشكالات و الاتفاقيات التي ظلت حبرا على ورق منذ سنوات لترى النور الآن رغم تسلم هذه الحكومة السلطة في أصعب فترة في تاريخ تونس.