من الجمهورية الأولى إلى جمهورية الباندية: البستنة شعارها.. الترهدين دينها والتبلعيط لغتها
حجم الخط
رأي - 23.040 يوما بالتمام والكمال... مرة على إعلان الجمهورية الأولى والإطاحة بنظام ملكي عثماني حكم تونس طيلة سنين وباعها في الأخير لفرنسا مقابل أموال أنفقت على جواري وغلمان الـ14 سنة من قبل بايات إحتلوا تونس وسلبوها كل ما فيها.
ثم جاءتنا "ثورة الياسمين" والتخلص من "بونا الحنين" .. حسبناها برائحة الياسمين فتبين أننا كنا من الضالين !
فمن يقول أن تونس اليوم مستقلة في قرارها .. فهو كاذب وهذا بشهادة جميع سياسييها والذين كل واحد منهم يدين بالولاء لدولة خارجية.. ففيهم من خير قطر وآخرون عبدوا بن زايد والإمارات ومثقفوهم عشقوا فرنسا.. ففترة الإستقلال وعندما لم يكن هناك دولة، تمكن رجال الجمهورية الأولى من بناء إقتصاد وطني متجنبين الإنزلاق في التجارب الصناعية الفاشلة كما حصل في مصر وإستطاعوا وبفضل السياسة النقدية للهادي نويرة أن يجعلوا من الدينار يعادل 3 دولار.. وثم جاءنا بيان عسكري بزي مدني.. ورغم كل ما يقال عنه إلا أن الجيل الثاني من الجمهورية الثانية تمكنوا من جعل تونس تتجاوز تركيا والمغرب في السياحة حيث أن تونس سنة 2008 وفي أوجه الأزمة العالمية كانت تتفوق على تركيا في عائدات السياحة وفي قطاع النسيج وكانت الأولى عالميا في انتاج الفسفاط.. وكانت من ناحية البنية التحتية وإستقطاب الإستثمارات في طليعة دول "في طريق التقدم" حسب تصنيف البنك الدولي الذي لم نلجأ إليه أبدا بعد إستكمال سداد ديون مرحلة البناء منذ التسعينات.
وحسب التقارير الدولية كانت تونس في طريقها للمرتبة الـ30 كأقوى إقتصاد دولي بحلول 2022 حسب التقارير الدولية سنة 2009، إلا أنها اليوم... أصبحت البستنة شعارها وإستثمارها الوحيد، وأصبح "ترهدين" نخبتها هو السائد والفساد أصبح يعرف بمحاربة الفساد أما محاربة الفساد الحقيقية فأصبحت تلميعا للدكتاتورية !