لن يرضوا عنك حتى تحمل جنسيتهم: خلافا للشاهد وجمعى.. المشيشي لم يستقبله الرئيس الفرنسي
حجم الخط
رأي وتحاليل - قبل الثورة، بن علي في إنقلابه أو تحوله فاليختار كل ما يريح باله لأننا سنحلل ولن نناقش توجهات سياسوية.. إختار بنصيحة المحيطين به أن يعلم الولايات المتحدة الأمريكية قبل أيام وأن يبلغ الوزير الأول الفرنسي جاك شيراك قبل ساعة ولكنه أخذ الضوء الأخضر من الجزائر وأرسل مبعوثين لكل العواصم الغربية المهمة بعد توليه السلطة، أما رؤساء حكومات تونس بعد الثورة.. بعضهم اختار برلين كأول وجهة له واستقبلته المستشارة ميركل (علي العريض، حمادي الجبالي) وكان هذا نفس خيار الحبيب الصيد..
وبعضهم الآخر اختار فرنسا واستقبله الرئيس هولاند ( المهدي جمعة) أو ماكرون (يوسف الشاهد) .. فيما إختار الباجي قائد السبسي خلال توليه الحكومة مؤقتا في 2011 أن يحل ضيفا بالبيت الأبيض ويستقبله أوباما وهو خيار يدل على حنكة الرجل وتمكنه من الدبلماسية، ففي زمن كثر فيه التجاذب الإقليمي قرر الطهاب مباشرة إلى صانع القرار الأول والأخير مستثمرا نجاح الثورة التونسية لمقابلة أوباما في الـbureau oval وهو شرف لم يحضى به العديدون، ولكن عموما جميعهم أثمرت زياراتهم في جلب الدعم الدولي لحكوماتهم وخاصة في جلب القروض.. أما المشيشي والذي جاء بعد "إهانة رئيس حكومة حامل للجنسية الفرنسية" فإاختار باريس كأول وجهة ومن المفارقة أنه لم يُستقبل من قبل الرئيس ماكرون.. القراءة المرجحة لهذه المفارقة أن المشيشي رغم أنه وعلى غرار جمعة والشاهد قد أعاد البوصلة نحو باريس، لكن ولأنه ليس فرنسي الهوى والتكوين فانه لم "يحظى" بالاستبقال الرئاسي.. كما يؤشر عدم استقباله من قبل الرئيس ماكرون إلى حسابات في الايليزيه حول صراع سلطة الرئاسات في تونس.. والسؤال ماذا تريد باريس في تونس في الأيام المقبلة؟
بقيت لقطة حول المشيشي وهو يسير وحيدا في مدخل قصر الحكومة matignon في باريس .. اقتبس أغنية جماهير ليفربول .. عسى أن يستمع اليها المشيشي وهو يقول في قرارة نفسه "المهم أنني أرضي شعبي":
"You'll never walk alone"
مقالات الرأي والتحاليل والتصريحات تعبر فقط عن رأي الكاتب أو صاحب التصريح ولا تلزم إدارة الموقع بأي شئ.