روسيا تتحالف مع تركيا ومصر في حضن فرنسا: أعداء الأمس حلفاء اليوم والعالم يتغير حسب المصالح وتونس جامدة !
حجم الخط
رأي وتحاليل- فالنتفق جميعا، بعد كل هذا السنوات من الثورات.. الحرب في سوريا لا علاقة لها بالثورة بقدر ما كانت إستعمال للديمقراطية لفرض واقع جيو إستراتيجي جديد وقد كانت حرب أنابيب غاز بالأساس، فتركيا التي يتزعمها رجب طيب أردوغان الحالم بصفحات من المجد في كتاب التاريخ لم يقبل تدفق الغاز الروسي بإتجاه بقية العالم دون نيل نصيب بلاده، وأكبر دليل على ذالك هو إعادة التقسيم الحاصلة في سوريا اليوم التي رعتها موسكو بمشاركة طهران وأنقرة وبغياب الولايات المتحدة التي تعتبر الخاسر الأكبر.
فبعد سنوات من دعم المعارضة والتهجم على روسيا، إتضح أن أردوغان اللاعب الشرس، كان يبحث على تحسين لشروط التفاوض مع روسيا بعد فقدانه الأمل من القارة العجوز أوروبا، وبمجرد الإتفاق عاد التنسيق الأمني والعسكري وسياسة تقسيم الأدوار بين الأسد كنظام وتركيا.
أما ليبيا، واصل أردوغان في نفس السياسة وواصل سيد الكريملن العبقري فلاديمير بوتين سياسة فرض واقع جديد بالقوة عبر دعم حفتر إلى حين الجلوس على طاولة المفاوضات مع القوى الأساسية في ليبيا وهي تركيا وغير الكرملين سياسته فمن داعمين لحفتر إلى داعمين للشرعية الدولية وهي حكومة السراج.. لتنطلق بعد ذالك حرب جديدة وهي حرب الغاز في المتوسط، والتي وجدوا فيها الروس تركيا خير حليف لهم.
عدو عدوي.. صديقي !
تركيا في مرمى نيران القارة العجوز بقيادة فرنسا والجزائر كذالك منذ سنوات كما أن مخاوف الجزائر من وصول الجيش المصري الذي تحالف مع فرنسا لقطع الطريق أمام التقدم التركي الساحق في المتوسط، لحدودها تركها تنسجم مع تركيا خاصة أن الغاية واحدة، وهي محافظة الجزائر على تدفق طبيعي لغازها نحو أوروبا والذي كان ومازال مصدر قوتها ومصدر طمع الجميع فيها في آن واحد..
إذا العالم يتغير والتحالفات تتغير في لحظات لتبقى مصالح الدول الإقتصادية والجيو سياسية هي الشئ الوحيد الثابت في كل هذا.. إلى تونس هي ثابة لا تتحرك والعالم يدور من حولها ومصالحها لا تتغير ولا تبقى على حالها لأنها ليست محددة بعد.
مقالات الرأي والتحاليل والتصريحات تعبر فقط عن رأي الكاتب أو صاحب التصريح ولا تلزم إدارة الموقع بأي شئ.