مقالات الرأي والتحاليل والتصريحات تعبر فقط عن رأي الكاتب أو صاحب التصريح ولا تلزم إدارة الموقع بأي شئ.
سفيان طوبال.. مهندس السياسات الأقوى و"تكتاك" البرلمان والضيف الدائم في كل الانتصارات
حجم الخط
رأي - سفيان طوبال، إسم كل ماذكر سواء في الشارع أو صالونات السياسية أو في الراديو والتلفزات.. فتح بعده نقاش طويل وعريض، سواء بمدح الرجل أو بذمه ولكن الشئ الوحيد الذي يجمع عليه خصومه وأنصاره الملقبون بالطوباليات عند بروز إسمه مع طرف سياسي معين، هو النصر والفوز المؤكد للشق الذي إختاره الطوبال، ليس لأنه يراهن على الحصان الرابح كأغلب السياسيين، بل لأنه أحب من أحب وكره من كره، صانع إنتصارات ومجرد بروز إسمه يغير المعادلات.
سفيان طوبال، إبن "عم توفيق"، شهدت حياته السياسية رحلة صعود صاروخية من قلب الجمهورية التونسية وأكثر ولاياتها بؤسا وإنعداما للمستقبل، قفصة، إلى أعلى هرم السلطة والسياسة، فقد بدأ سفيان مسيرته السياسية صلب التجمع الدستوري الديمقراطي وتحديدا بالشباب الدستوري، لينتخب وخلال عدة دورات عضوا بالمكتب الوطني للمنضمة .. جاءت الثورة وظن العديد أنها نهاية أحلام الأستاذ الشاب قادم من "ورا البلايك" ولكنهم كانوا مخطيئين، إلتحق بنداء تونس وكان من بين المؤسسين ثم صعد للبرلمان وبعد سنتين فقط.. وفي كتلة نيابية تضم 86 نائبا أغلبهم من القامات السياسية، صعد الطوبال رئيس كتلة وزعيم للأغلبية الرئاسية الحكومية بالـ"إنتخاب".. مزيحا محسن مرزوق والطيب البكوش وقيادات تاريخية.. وتحول من "خياط أطراح" كما كان يلقب إلى الرجل الأهم في المعادلة السياسية ... لن نخوض في تفاصيل المرحلة لأنها تستوجب عدة صفحات من التحليل ولكن سنذكر آخر عمل بطولي قام به خلال تلك الفترة، وهي إنقاذ تونس بعد محاولة الإنقلاب على السلطة ويوم الخميس الأسود بالبرلمان.
ثم كان "طوق النجاة" لقلب تونس عند إلتحاقه بالحزب وكان له النصيب الأوفر من الفضل في إسقاط قانون الإقصاء الذي كان يهدد الحزب ورئيسه، ونجح قلب تونس حديث التأسيس والذي لعب فيه طوبال مدير الهياكل السابق لحزب البجبوج دورا محوريا في إدارة هياكله وحملته الإنتخابية.
ثم جاء هذا البرلمان والشبيه بلوحة فسيفساء.. لم نكن نأمل نرى فيه توافقا أو قوانين تمرر لولا التنسيق والأدوار التي يلعبها سفيان طوبال في الكواليس رقفة زملائه السابقين بالطلبة والشباب.. فقد إختار طوبال الإكتفاء بإدارة المشهد البرلماني دون البروز إعلاميا وذلك لحملات التشويه المسلطة عليه منذ سنوات.. والتي أثبت التاريخ أنها ليست إلا إشاعات وربما أحقاد جرحى "الأطراح" كما يسمونه في المطابخ السياسية.. فجميع التهم الموجهة إليه من صفحات مجهولة المصدر لم يجرأ سياسي على النطق بها إلا سامية عبو التي فقدت مصداقيتها بتبييضها لفساد الفخفاخ.. وهذا في حد ذاته شهادة براءة أخرى لطوبال.