الصفي سعيد.. آخر الفرسان الذين أدمنوا المبارزة في زمن لا سيوف فيه !
حجم الخط
كانت الليلة سهرة ممتعة مع برنامج "وحش الشاشة" على قناة التاسعة..فكعادته كان الصافي سعيد في منتهى الإبداع خطابا ومضمونا وحضورا، ففي وسط الرداة العامة التي تسود تونس والعالم عموما، يبرز الصافي سعيد في أداء زعاماتي وتحليل عميق للسياسة الدولية، فحتى وإن إختلفنا معه في بعض تحاليله، إلا أن الرجل يعيدنا لزمن عمالقة العالم العربي وفترة القامات الكبرى كالرئيس رشيد كرامي وكمال جنبلاط وبشير الجميل وكاريزما صدام حسين وعبقرية حافظ الأسد وخطابة الإمام الصدر وما حملته فترة الـ70 والـ80 والحرب الأهلية اللبنانية وما دار حولها في تلك الفترة من تجاذبات ..
وما أنجبته من قامات سياسية ألهمت العالم العربي وأغرقتنا في صراعاتها حتى بعد مماتها .. والتي على فكرة شارك فيها الصافي سعيد وكان جزءا منها.
وربما هذا ما يجعل الصافي سعيد قارء جيد للوضع فمن يريد أن يفهم التوازنات في العالم العربي وفي العالم عموما يجب أن يبدأ بفهم الصراع اللبناني والتوازنات الإقليمية خلال الحرب... والصافي سعيد يتميز على غيره كونه لم يقرأ تاريخ تلك الفترة، بل عايشها.