الأولى عالميا: تونس أكبر مصدر للمهاجرين الغير شرعيين.. 7000 "حارق" كل 6 أشهر
حجم الخط
تحتل تونس المرتبة الأولى في عدد المهاجرين الغير نظاميين إلى السواحل الإيطالية حيث بلغ عدد التونسييون الغير شرعيين في إيطاليا الـ7000 مهاجر منذ مظلع 2022.
حيث لم تعد الهجرة السرية مقتصرة على الشباب التونسي، الباحث عن فرص أكبر في العمل والتحصيل المادي، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها تونس، وعدم الاستقرار السياسي بل امتدت الهجرة غير النظامية لتشمل عائلات بأكملها، إضافة إلى القُصر الذين اختاروا المخاطرة وركوب البحر من أجل الوصول إلى السواحل الأوروبية.
ظاهرة جديدة لافتة في تونس، ناتجة عن حدة الأزمة الاقتصادية، وضيق الأفق في مستقبل آمن في بلد باتت تهزه الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ما رفع منسوب الإحباط واليأس.
300 عائلة تونسية تهاجر سراً
ويؤكد المكلف بالإعلام بالمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (مجتمع مدني)، رمضان بن عمر، في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، أن 2249 قاصراً وصلوا إلى السواحل الإيطالية في إطار هجرة غير نظامية، خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، واصفاً هذا الرقم بالمفزع وسط غياب رد فعل من السلطات التونسية.
كما يقدر بن عمر عدد العائلات المهاجرة خلال التسعة أشهر الأولى من 2021 بـ300 عائلة. ويشير تقرير سبتمبر (أيلول)، الصادر عن المنتدى، حول الهجرة غير النظامية، إلى أن 48.7 في المئة من المهاجرين من جنسية تونسية و51.2 في المئة مهاجرين من جنوب الصحراء.
ولا تختلف أسباب الهجرة غير النظامية، بالنسبة إلى القصر في تونس عن بقية المهاجرين وتتلخص في تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.
الانقطاع الدراسي وتدهور مؤسسات الطفولة
ويرجع الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادي والاجتماعية، الأسباب الكامنة وراء تنامي هجرة القصر، إلى ظاهرة الانقطاع الدراسي، الذي بقي من دون حلول، علاوة على أن منظومة التكوين المهني غير قادرة على استيعاب كل المنقطعين عن الدراسة، حيث ينقطع يومياً في تونس حوالى 280 تلميذاً وسنوياً أكثر من 100 ألف تلميذ عن الدراسة، بينما بلغ العدد الإجمالي في العشر سنوات الأخيرة للمنقطعين حوالى مليون تلميذ.
ويؤكد بن عمر، أن مؤسسات الطفولة في تونس، تواجه صعوبات كبرى، تتعلق بالانتدابات والتمويل، لذلك لم تتمكن من استيعاب الأطفال وتأطيرهم، مضيفاً أن العائلات أصبحت تدفع بأبنائها نحو المخاطرة بالهجرة السرية وتعمل على توفير المال الضروري لتلك العملية.
من جهة أخرى يشير بن عمر إلى أن بعض العائلات التونسية باتت تعتبر أن الخطر لم يعد في الهجرة السرية، بل في المحيط وفي المجتمع نتيجة انتشار العنف والجريمة وعدم توفر موارد الرزق.