عشاق الدنيا: إنتصار للمواهب التونسية عبر العودة لسحر التسعينات.. رقصا وغناء على ركح قرطاج
حجم الخط
بقلم سامية حامي - عرض ''عشاق الدنيا '' على ركح مهرجان قرطاج الدولي في سهرة افتتاح الدورة 56، عرض انتظره ''عشاق نوبة ''، جمهور الشاشة الصغيرة الذين توافدوا بكثافة واحتلّوا مدارج مسرح قرطاج حتى يُكملوا ''المنامة مع أبطال العمل الدرامي الذي حصد نجاحا كبيرا..
بديكور ''دار وسيلة ''، ودخلة ''وجدي العشاق ''، انطلق العرض مع عزيز الجبالي الذي استقبل الجمهور ليلة الخميس المتعطش لأحداث نوبة وشخصياته.
عشنا على مدى ثلاث ساعات ونصف تقريبا، عرضا فرجويا متكاملا بين النصوص والكوريغرافيا والمزود والغناء؛ بين ديكور التسعينات وأزيائه وأدوار الممثلين على الركح والفنانين الذين اعتلوا المسرح وفرقة الفن الشعبي بقيادة الموسيقي هشام الخذيري، وحمزة بوشناق الذي لم يكتف بكونه ''البيوضي'' الذي أعاد تجسيد شخصيته، بل تولى أيضا نظْم موسيقى مسلسل نوبة وترتيبها مع محاور المشاهد على الركح.. خلطة متكاملة سافرت بالجمهور إلى سحر سنوات التسعينات ومذاق الفن الشعبي فيها.
رافقنا مخرج العرض في جولة بين قصص الشخصيات، فاكتشفنا عالمهم وعايشنا تفاصيلهم .. ''ماني شطحت، طرت ، شخت '' هكذا عبرت "وسيلة"، الممثلة هالة عيّاد التي ملأت الركح بآداء مسرحي لافت .. ''الشطيح حرام، هاني نعمل في الحرام.. '' هكذا تحدثت وسيلة عن عشقها للرقص منذ الطفولة وعن معاناتها .. وجسّدت على الركح ''لغة الجسد '' وما تحمله من رموز للحرية.
''قالولي روح '' من الأغاني التي تفاعل معها الجمهور ورأينا من خلالها ''ماهر '' و''حبيبة '' وشعلة الحب القوي الذي يجمعهما، الثنائي أميرة الشبلي وبلال البريكي اللذان ظهرا في أكثر من مشهد من العرض مع تفاعل الجمهور في كل ''طلة '' على مسرح قرطاج.
وكيف للعرض أن يكتمل دون خروج '' برينڨة '' ليتحكم في مسار الأحداث، فكان المسرحي الشادلي العرفاوي حاضرا ليتقاسم ''بطشه مع الحاضرين. كما لم يغب ''بابا الهادي '' عن الظهور على الركح في كل انطلاقة فرحة ومع كل استقبال لأصوات المزود والايقاعات. ورغم غياب كمال التواتي وفتحي الهداوي عن المشاركة في العرض إلا أن لقطات 'براداريس ' و 'داندي ' كانت حاضرة من خلال الشاشات على ركح قرطاج مع ظهور ريم الرياحي وريم عياد التي جست ابنة براداريس في نوبة. .
وشهدنا 'كباريه نوبة ' مع الممثلة ريم الرياحي التي عبرت لميكرو موزاييك أنها عاشت ''الحلمة '' على ركح مهرجان قرطاج وخاصة متعة الوقوف على ركح المسرح الأثري بقرطاج.
''عشاق الدنيا ''، كانت لمة تاريخية كما وصفها عبد الحميد بوشناق فاجتمع عشرات الممثلين على الركح من بينهم مهذب الرميلي والحسين محنوش وبلال سلاطنية وبلال البريكي وأميرة الشبلي وياسمين الديماسي والبحري الرحالي وجهاد الشارني وهالة وريم عياد وريم عياد والشادلي العرفاوي وريم الرياحي ومحمد السويسي..
وبحضور سمير الوصيف وصالح الفرزيط والتليلي الڨفصي والحبيب الشنكاوي الذي وصفه الجمهور ''بالاكتشاف من جديد '' وعبد الوهاب الحناشي وهشام سلام والفنان لطفي بوشناق الذي قدم عملا جديدا بعنوان ''مازال صغير ''، جميعهم رددوا أغاني علقت في أذهان الجمهور وصدحت ألحانها في مدارج قرطاج الممتلئة، بالإضافة إلى ربيع إبراهيم الذي أدّى أغنية ''وحش السرا''بصوته.. ومحمود السعيدي الذي افتتح الغناء في العرض وقدم ''بجاه الله ياحب ''..
هكذا كان لعرض عشاق الدنيا رونق خاص بين الفرقة العازفة وأجواء' الكانون' والبخور وأغاني المزود وأغاني التسعينات وأجوائه.. ''والطبل يدوي والشطيح يدوخ '' من أغنية عشاق الدنيا، شارة بداية مسلسل نوبة كلمات صلاح الدين بوزيان، والتي عبّرت أمس عن نشوة الحاضرين باكتساح أنغام المزود وإيقاعاته لمدارج قرطاج فأخذتهم إلى سحر هذا العالم و''سلبت عقولهم ''.
عرض فرجوي اجتمعت فيه مقومات الفرح ونجح من خلاله عبد الحميد بوشناق في نقل حلمة '' نوبة '' إلى الواقع، وشارك الجمهور أحداثا أحبّها وتابعها بشغف عبر الشاشة..
جميع الحقوق محفوضة لـMosaique FM