داخل كل اخواني .. يختبئ ارهابي !

 

رأي وتحاليل - لم تمضي 3 أيام على إنتهائي من قراءة كتاب "رسائل إلى كل من يعمل للإسلام" للدكتور ناجح إبراهيم، أبرز منضري الحركة الإسلامية في مصر وأبرز مؤسسيها في السبعينات وأول من قام بمراجعات فكرية وأعلن توبته في التسعينات عندما كان يقضي عقوبته السجنية على خلفية التورط في إعتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

والحقيقة كنت في حيرة من أمري وتخلل ذهني لحضات مظولة من التفكير العميق قبل الشروع في كتابة المقال، ليس خوفا ممن سيسيئ فهم المقال بل تهجسا من أن لا أعطي الموضوع حقه.

بداية دراسة الإسلام السياسي ونشأته كانت في مذكرات عبداللطيف البغدادى، أحد الضباط الأحرار حيث تحدث طويلا وبالتفصيل الممل عن صراع الإخوان مع النظام الناصري، مؤكدا أن عبد الناصر كان ينشط في التظيم السري للإخوان رفقة خالد محي الدين تحت قيادة الصاغ محمود لبيب وعبد المنعم عبد الرؤوف وهو ذات الشئ الذي أكده أنور السادات وحسنين هيكل وغيرهم ممن أرخوا لتكل الحقبة وقد أجمع كلهم بما فيهم الإخوان المسلمون أن صراع الإخوان مع ناصر كان من أجل السلطة لا الإسلام ولا الدين ولا غيرهم من شعارات وأكاذيب أستعملت في الإستقطاب خلال كل فصول الصراع .. وكان الصراع خاصة بين عبد الناصر والهضيبي حيث رفض ناصر بإندفاع الشباب ترك مقعده لمرشد الإخوان وبمواصلة التمعن في تاريخ الجماعة والضروف التي رافقت مسيرتها تبين أن صراعها أينما كان ومتى كان، لم يكن سوى سراع سياسي على السلطة لا غير، يزينونها في كل مرحلة بشعارات من قبيل "بحربونا عشان إحنا عوزين شرع ربنا" لإستقطاب السذج والشباب المندفع.

إلا أن ذالك الشباب المندفع يتم تغذيته بأفكار متشددة لإحكام السيطرة عليه أثنان صراعات الإخوان، ليتحول إلى قنبلة موقوتة ويغادر الإخوان وينضم لجماعا أكثر تشددا وإرهابا بعد أن يتفطن لحقيقة الجماعة، وهو ما أكده د/ناجح إبراهيم وغيره ممن كتبوا مراجاعات في هذا السياق.

فكتاب سيد قطب، معالم في الطريق وفي ضلال القرآن خاصة، كتاب أدبي بحت يتحدث عن مقاصد الشريعة والدين، غير أن الشريعة لا تقبل الأسلوب الأدبي العاطفي لأنها علم واضح غير قابل للتأويل وإلا سيصبح التكفير المؤدي مباشرة للتفتيل مباحا لكل فهم ناتج عن قراءة أدبية.. وهو كتاب بمثابة "إنتقام مفكر" بعد إحتقاره من مجلس قيادة الثورة، إعتذر عنه لاحقا.

فكل الجماعات الإرهابية ولدت من رحم جماعة الإخوان المسلمين، من الهجرة والتكفير والجماعة الإسلامية والقاعة ووصولا إلى داعش .. كلها بنات أفكار كتابات سيد قطب وإحتراف الشحن العاطفي لقيادات الإخوان .. وقد خلصت في نهاية رحلة القراءة هذه أن داخل كل إخواني يختبؤ إرهابي، إن لم يكن فعلا فهو فكرا ! وأن الجماعات الإسلامية عموما لا تستخلص الدروس أبدا، وترمي بأبنائها للمحرقة وللإرهاب ثم تتبرؤ منهم .. فهي لم تقتنع إلى اليوم أنه من المستحيل أن تبتلع جماعة الدولة وأن الإسلام أسمى من إستخدامه في السياسة لأن الإسلام غير قابل للنقد ولا الإختلاف بينما السياسة أساسها الإختلاف.

فداخل كل إخواني يختبئ أرهابي وهنا لن نستثني أحدا .. فالتنظيم السياسي الذي ينشؤ إرهابيين، لا يعتبر سوى وكرا للإرهاب ونظمة إرهابيية !