سعيد: الكائن الانساني هو انسان في اي مكان بالعالم .. فهو ليس مجرد رقم والرقم صفر لا يوجد وكل شيء هو شيء
حجم الخط
اكد رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم السبت 19 نوفمبر 2022 خلال الجلسة الافتتاحية لقمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة ان اللغة العربية هي وطنه في استعارة لمقولة المفكر والفيلسوف الفرنسي البار كامو “الفرنسية وطني ” مشيرا الى ان عبارة الفرنكوفونية لا توجد في قاموسه المفضل مشددا على ان ذلك لا يعني المواجهة بين الضمائر مجددا تاكيده على انه ليس لتونس اية عقدة ازاء اللغات الاجنبية.
وقال سعيد في كلمة بالفرنسية القاها خلال الجلسة الافتتاحية للقمة بجربة ” اتمنى لكم جميعا اقامة طيبة بيننا … اخترت ان تنعقد التظاهرة بجربة وليس بمدينة تونس كما كان ذلك مقررا منذ البداية …هذه الجزيرة الجميلة معروفة في تونس وفي خارجها كجزيرة الاحلام جميلة وحاضنة ومنفتحة على العالم باسره فالاختيار لم يكن اعتباطيا لان بهذا المكان الرائع جزيرة الاحلام يمكن ان نحقق احلامنا المشتركة …ان انعقاد القمة اليوم هو ثمرة عمل جماعي متواصل بارادة صلبة ليس لتنظيمها في افضل الظروف فحسب وانما لانجاحها ولنصل الى نتائج ملموسة وفعلية… اسمحوا لي هنا ان اعبر عن شكري الجزيل لكم ولكن جميعا في تونس وعلى المستوى الدولي وبالاخص للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لجميع الجهود التي بذلتها بنجاج…”
واضاف “نحن واعون جميعا اليوم بالتغيرات التي تحدث في العالم باسره وكأنّ الالفية الثالثة بدات سنة 2022 وليس سنة 2000 ورغم كل العراقيل وكل التغيرات فان تونس استجابت لالتزاماتها لانه من عاداتها ان تحترم ما تعد به …وكما يعلم الجميع كانت هناك ظروف عويصة حفت ولاسباب عديدة من اجل تنظيم القمة عن بعد عبر المحاضرات عن بعد وحتى من اجل الغاء القمة وتحويل تنظيمها في مكان اخر ولكن اراداتنا التي لا تتزعزع بدعم من اصدقائنا انتهت بنجاحنا وها نحن اليوم مجتمعون في الجمهورية التونسية وتحديدا في جربة “.
وتابع ” ان الموضوع الذي اخترناه لهذه القمة هو ” الرقمنة عنصر تنمية وتضامن في الفضاء الفرنكوفوني” هذا الموضوع يفسر اهداف القمة: التنمية والتضامن ولكن ليس من غير المفيد ان نوضح ان الرقمنة هي عمل الانسان وحتى ان اجتمع الجميع على توصيفه بذكاء فهو ذكاء الانسان والرقمنة يمكن ان تكون عنصرا ولكنها لا تحلم فالرقمة ليس لها مشاعر وعلينا نحن ان نحلم بعالم افضل من اجل الانسانية جمعاء …من اجل تنمية كونية تركز على العدالة والحرية وعلى المثل العليا التي نحن مدعوون لتقاسمها جميعا على مستوى الكرة الارضية….”
وواصل سعيد قوله “في معجمي المفضل باللغة الفرنسية “Littré” كلمة الفرنكفونية لا توجد ووجب ان ننتظر ….لم تبرز الا في نهاية القرن التاسع عشر لكنه عصر مضى واضمحل بعد تحرر الشعوب وتجسيد افكار التحرر والعدالة والحرية لكافة الانسانية .. …ليس لنا اية عقدة تتعلق باللغات الاجنبية… ابن خلدون والجاحظ وغيرهما من المفكرين والفلاسفة وعلماء الاجتماع العرب تحدثوا عن اللغات وعن مساهمة كل لغة مع اللغة الاخرى في اي تجمع انساني فمسألة اللغة والفكر تبقى دائما مرتبطة بالتفكير والافكار… فالالسنية التي هي بطبيعتها مرتبطة بالافكار تدعونا الى دراسة اللغة في تطورها عبر الزمن وفي فترات طويلة نسبيا حتى نرى التغيرات التي تحدث سواء بتاثير اللغات الاخرى او بالتغيرات الاخرى مثلما يؤكد ذلك كاتب فرنسي …”
وختم سعيد كلمته قائلا “البار كامو قال ان اللغة الفرنسية هي وطني وليس لتكرار ما قال هذا الكاتب الكبير والروائي والمفكر خلال الذكرى الخمسين لتاسيس المنظمة الدولية للفرنكفونية اقول ان اللغة العربية هي وطني… ولا يتعلق هنا الامر بالمواجهة بين الضمائر بل ان نركز على ضمير واحد هو ضميرنا جميعا… موضوع هذه القمة هو “الرقمنة عنصر تنمية” وهو اختيار وجيه . .. فالامر لا يتعلق بان نرى في هذا الاطار اصولا او التحدث عن اللغويات بل علينا ان نعرّف اللغة بدورها كعنصر تنمية فالانسان والانسانية هما مفردات لامتناهية مثلما اكد ذلك ارتور كوسلار في كتابه “الصفر واللانهاية” فاذا نجحنا اليوم في جربة وغدا في كامل انحاء العالم في التعرف على مشاكلنا وتجاوزها بطريقة اكثر انسانية سيخرج الجميع منتصرا …الانسان والكائن الانساني هو انسان في اي مكان بالعالم باسره فهو ليس مجرد رقم والرقم صفر لا يوجد وكل شيء هو شيء ….وحتى لا اختتم مداخلتي بارقام كوسنار سأنهي بالاستشهاد بالرقم الثلاثة مستلهما من مثل أرميني…. وحسب المثل الشعبي يجب لاعداد شجرة عيد الميلاد 3 أشياء هي معالم الزينة والشجرة والعقيدة في الايام الجميلة التي ستأتي ….”